١٧‏/٦‏/٢٠٠٩

يوميات متدين 1

يسير في شارع سعد زغلول بقامته العاليه و عيناه الخضراوتين و شعره البني الداكن ..

يقلب ناظريه بين أصناف المعروضات في البترينات ..

إنه كلاسيكي بطبعه يلهي ناظريه بألوان البدل و أشكالها و أنسدالها على قوام المانيكان البلاستيكي الممشوق...


يلتفت فإذا بنظرتها تقتحمه...... نظرة مملؤة بالشهوه و الحاجه و الرغبة و الفتنه ... تتراجع نفسه للخلف قليلا يحاول أن يتذكر ذكره الذي ذاب على لسانه...... لعله كان يستغفر..... .


يهرب من نظرتها إلى البترينات من جديد يحاول أن يجمع شتات نفسه يتأمل رابطة العنق المربوطه بأناقه و القميص الحريري ذا الياقة البيضاء الناصعه ...


يلتفت فإذا بها ممده في كامل الشهوه ......

على لوحة أعلانات لم تضيء مصابيحها بعد لأن نور النهار الذي يكشف كل شيء لم يرحل بعد....


يتجاوز لوحة الأعلانات يسير لقد كان في فمه ذكر ....لقد نسيه....

يعلق نظره بالبترينات مجددا يتصفح الأقمشه و الهيئات و الاشكال ...


تفاجئه من جديد بقوامها الممشوق و ثوبها الشفاف و بياضها البلاستيكي الخادع إنها بنت حواء لا ينقصها إلا نفخة الروح التي تحيل الأموات إلى أحياء لعلها بنت حواء البلاستيكيه..... يتراجع خطوتين للخلف يبعد عينه ...........يسير ...

فإذا بها بنت حواء الحقيقيه ترميه بسيل من سهام تمزق رقيق قلبه ....

لم يتحرك الأن يدقق نظره بسرعه في بلاط الرصيف المرصوص بعنايه لعل السيل يجاوزه أو يجاوز هو السيل ...

يسير الأن يجر جراحاته يلتفت ....إنه أمام منشأة المعارف ينظر و يتنهد و كأنه الغريق نجا للتو ....يقلب أغلفة الكتب بناظريه ثم يدلف بسرعه إلى الداخل....

تفاجأه من جديد و لكنها هذه المره بشعرها الأشقر و عيناها السماويتين و نكهتها الغريبه عن هذه الأرض....

يفلت منها بسرعه يستنشق هواء المكتبه الممزوج برائحة الحروف ..


كم يحب الكتب ..... يتجول حول الأرفف إنه يحب التاريخ يذكر قول أستاذه له " وكأن التاريخ خلق من خلق الله حتى يظل الإنسان يتقدم و يرتقي دائماإلى الامام" في أخر زياره له لهذا المكان خرج ومعه كتاب محمد الفاتح...


"كانت هنا على هذا الرف" يحدث نفسه...

يدير بصره على الرف فلايجدها يتحرك للأمام خطوتين ثم يعود خطوتين للخلف ثم يقف أمام نفس الرف من جديد....

يقترب منه قيم المكتبه مبتسما هل أساعدك؟

يرد عليه بإبتسامته الساطعه : شكرا لك؟....كتب د/الصلابي كانت هنا ....

نعم كانت هنا لكنها نفذت (يحرك الرجل كتفيه لأعلى و يمط شفتيه )...

كلها...

نعم للأسف

كتاب زياره جديده للتاريخ للأستاذ هيكل

للأسف نفذ أيضا

كتاب صدام الحضارات لصموائيل هنجتون

أيضا للأسف نفذت كل الكميه ...

(ينظرإليه بيأس ) أي كتاب للشيخ الغزالي

للأسف مجموعة الغزالي كلها نفذت...

شكرا لك...

يتركه و يتجول لعله يجد صديقا جديدا......


كم يجد سعادته عندما يمرر أنامل اصابعه الطويله على صفحات الكتب لكنه اليوم يشعر بالملل...

على يمينه كتاب شهرزاد حين لاح الملل وعلى الغلاف صورة شهرزاد الفاتنه ...يبتسم بأستخفاف ثم يسير ...

تقع عينه عليه فجأه ... إنه يعرف صورته ...بعمته البيضاء و شاربه الوارف المفتول ...

كم يحب كتاباته ..هل هذه رواية الشاعر أم انها تحت ظلال الزيزفون ...أم إنها روايه جديده لم يعرفها بعد....

يخرج الكتاب من بين الكتب بلهفه... كانت مفاجأه له هل المنفلوطي له كتاب بهذا العنوان....

الفضيله أو ( بول و فرجيني) ......... يقلب الكتاب بين يديه ليجد مكتوبا على أول صفحاته ...


" يعجبني من الفتى الشجاعه و الأقدام.... و من الفتاه الأدب و الحياء ..لأن شجاعة الفتى ملاك أخلاقه كلها... و حياء الفتاه جمالها الذي لا جمال لها سواه.... فأنا أهدي هذه الروايه إلى فتيان مصر و فتياتها ليستفيد كل من فريقهما الصنف الذي أحب أن أراه فيه"

أبتسم ثم دفع ثمن الكتاب و خرج................

هناك ٣ تعليقات:

مجداوية يقول...

السلام عليكم

أكيد حضرتك الكتاب اللي اشتريته كتاب تاريخ
:)

شجاعة وحياء مرة واحدة لشباب مصر

هو طبعا فيه شجاعة وفيه حياء لكن للأسف الخبيث أكثر من الطيب

جولتك في محطة الرمل شوقتني لألإعل مثلها بقالي كتيييييييييير مرحتش هناك

بس أنا لازم في جولتي أمر على عم علي في البن البرازيلي ’’

لماذا الاختفاء والغياب الكتير يا باشمهندس ؟؟ والله وحشتنا أشعارك الرائعة

أعانك الله ووفقك في كل ما تعمل

وفي انتظار بقية اليوميات وربنا يحفظك من كل سوء فالقابض على دينه كالقابض على الجمر خصوصا مع حياء بنات مصر
:)
:)

بنت الصالحين يقول...

انتظر بقية اليوميااااااات


اللهم أرزق شباب المسلمين الشجاعة وارزق نساء المسلمين الحياااااء والستر

اللهم آمين

hhhhhhhhh يقول...

صديقى العزيز انت علقت على مدونتى وأنا أشكرك على التعليق لكن لابد من احترام رئيس الجمهورية وان كان فى خطأ فالخطأ فينا علشان احنا بنظلم بعض ولو فى ظلم فى البلد فليس السبب فيه السيد الرئيس مبارك الذى قام بالتدخل فى حل قضايا كثيرة فلو ولو كل واحد خاف على اخوه المسلم هنعيش عيشه كويسه ولو كل موظف شاف شغله صح هنرتاح وخلى بالك البلد الخير فيها كتير بس احنا للاسف عايزين دايما السهل
وأظن فى الفترة الاخيرة الدوله بدأت تحاسب اى شخص ان كان مين هوه ويتم تقديمه للقضاء اذا أخطأ فى حق غيره . وشكرا لزيارتك مدونتى