٧‏/٧‏/٢٠٠٩

يومياتا متدين 3

"حمد لله على السلامه" ينظر للراجل الجالس بجواره في الأتوبيس و يبتسم .

" الله يسلمك ...."

يخلع نفسه من فوق الكرسي ....يمدد جسمه في الهواء ....تصطدم أطراف أصابعه بسقف الأتوبيس ......ينظر إلى السقف في كسل و يبتسم إن طوله لا يمكنه من عمل هذه الحركات.

كانت رحله متعبه....ينزل من الأتوبيس مترنحا ...إنه في منطقه بين سيدي جابر و سموحه إنه لا يسكن هنا....على يمينه موقف السوبر جيت و على يساره سور القطار ...يفكر قليلا أقصر الطرق إلى البيت إلى السرير ... يفكر قليلا ثم يقرر.....

يدخل إلى هذا الشارع الطويل ....إنه يعرفه كم جاء إلى هنا .. إلى هذه العماره ذات الأعمده الدائريه الضخمه هنا كان يشع نور الأخوة و العلم كل ليلة ثلاثاء .....

كان الأستاذ محمد حسين يعطي درسه الأسبوعي في هذا المسجد كل ليلة ثلاثاء...

في رحاب هذا المسجد كان يمرح أشبال و يتربى رجال وشباب و تتعلم زهرات و شابات ...

يتأمل المسجد في صمت و قد طفأت بهجته ... وفارقه أشباله و شبابه و ضيق على أهله ... يصرخ في أعماقه السؤال الذي لا يحبه لأنه لا يعرف إجابته ....لماذا؟....

يتذكر حديث الشيخ عن منزلة الصبر في مدارج السالكين... يرسل فكره قليلا ليحلق في هذه الايام و الكلمات و البسمات و الدمعات ......

يلتفت إلى اليسار على الجانب الأخر من الشارع في مواجهة المسجد مباشرة ..... مقهى ....

إن المقهى يتطرد .... و أعداد الشيشه تتزايد و الموردين في إزدياد... يتعجب !! لم تكن بهذا الإتساع ..لكنها تتسع بلا تضييق ...

يقلب ناظريه بين اليمين و الشمال ....بين هنا و هناك ... تدور رأسه دورة خفيفه تتشابك الأسئلة في رأسه و يكاد يضيع منه الطريق ...

يدلف إلى الشارع الضيق قليلا على يساره .. ما زالت الأفكار تتصارع في رأسه ... يذكر تجمعهم أمام المسجد ليلة الثلاثاء .. يذكر بهجة الأطفال و حديث الكبار ... كم عقل أنير بنور الحق هنا ... وكم فكر تفتح هنا .... كم شبل تربى هنا ....كم خاشع بكى هنا...كم جاهل تعلم هنا.....

وفي أحد الأزقه يفتح أبوابه مضاءة أنواره ...يتلو فيه الأطفال القرأن بحروفهم المتكسره وفي وسطهم شاب جميل الطلعه يصحح لهم أخطائهم ... و في أحد الأركان يتلو الشباب ورد الرابطه "...اللهم أدم ودها و أهدها سبلها و املئها بنورك الذي لا يخبو..."

إنه النور يسطع من جديد....بل إنه لم يخبو قط .. إنه كالنهر إن ضيق عليه هنا و جد له متسع هناك....

يبتسم في هدوء ... يتلو ورد الرابطه في خشوع ....تتعلق عينه بالنور فتره ثم يمضي في طريقه إلى بيته عله يجد الراحة هناك.

تمت